جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي
==============:::::================
إننا نعيش اليوم وقد أحدقت بنا الفتن من جميع الجوانب فأصبح شبابنا في حيرة وفي فتن كقطع الليل المظلم يُصبح فيها المرء على رأيٍ ويمسي على رأيٍ، ولا يكاد يستبين الوجه الصواب فيما يسمع ويرى وفيما يقرأ،ومما ينبغي أن يدركه شبابنا أن الناس من حولنا ينحصرون في رجلين اثنين:
_رجل حاسد حاقد يحسدكم على ما أنتم عليه من نعمة سلامة العقيدة والتمسك بالشريعة وتحكيمها ونعمة الأمن والأمان والاستقرار وطيب الحياة إذ كل ذي نعمة محسود.
_ورجل آخر يغبطكم غبطة فيما أنتم فيه من النعم المذكورة.
الغبطة غير الحسد، الحسد أن يتمنى الإنسان زوال النعمة سواء زالت وانتقلت إليه أو إلى غيره أو زالت إلى أي جهة،
وأما الغبطة أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لك، فعلينا أن نتصور هذا التصور وندرك هذا الإدراك لنكون على بصيرة في تعاملنا مع غيرنا ولنفرق بين العدو والصديق
وإن الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخانع،
لقد صدق الشاعر حيث يقول:
جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي
فهذه الفتنة العمياء قد تظهر حقائق كانت كامنة في النفوس وقد تنكشف مفاهيم خاطئة يتبناها بعض الناس ولكن؛ لا يستطيعون الدعوة إليها إلا في مثل هذه الأيام المظلمة لأننا الآن أمام دوحة طُوِحَ بها وكل يأخذ فأسه فيذهب إليها فيقتطع منها ما يشاء لمن يشاء، فأخذت الأقلام تكتب والإذاعات تذيع والأشرطة تسجل والمحاضرات تُلْقَى فكل إناء بما فيه ينضح فظل شبابنا يقرأ لهذا ويسمع لهذا ويصغي لذاك حائراً فقد يحسب الجمرة تمرة فيتناولها فيتضرر بها.
**********
تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء -
للشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله
-----------------
وإن الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخانع
لقد صدق الشاعر حيث يقول:
جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي