|| جحاجح القوقاز ||
مهداة من الشاعر الإسلامي : شيبة الحمد - حفظه الله - ، إلى : الأمير دوكو عمروف وأجناده - نصرهم الله -
يبيت في مأمن من عزة الأسد **
كأن كل البلايا خلفه زبدُ
يعيش في غابة أو غيرها ملكـًا **
تحوطه الصارمات البيض والبردُ
وليس يرهبه في أرضه أحد **
فكل مرتهب في أرضه أحدُ
أقول هذا وقد سارت ركائبنا **
تبشر الحق أن النصر يتسدُ
إذا ذكرت ثرى القوقاز هيجني **
ذكرى القشاعم والإرهاب والجلدُ
عصابة أحكمت لله بيعتها **
تصارع الموت والعقبان قد قعدوا
يقودهم في سبيل الله قسورة **
إذا تهب رياح الكفر يرتصدُ
كأنه مارد من فرط هيبته **
يخر منزويا في رعبه الأسدُ
فلو وصدت به الأبواب أوصدها **
ولو حشدت به الأجناد تحتشدُ
ومن يرى في ربى عمروف يعلمها **
أن القيادة للضرغام تعتمدُ
وجنده الضاربات الروس في ثبت **
تنوح غرثى إذا تلقاهمو البلدُ
حجابهم تحت ظل السيف موطنه **
ونورهم من ضياء الشمس يتقدُ
ترى عليهم جلال الحرب كللها **
من العبير غبار المسك والوردُ
متيمون بلون الدم من ظمأ **
وعاشقون لفيض الموت إذ يعدُ
الخيل تعشقهم والسيف يعتقهم **
والله يحفظهم من شر من يكدُ
أنعم به وبهم فالكل قد جهدوا **
وبارزوا في سبيل الله واتحدوا
وللكرملين بالإيمان قد حشدوا **
ومن مفاوز داغستاننا تفدُ
تخدري يا ديار العرب واحتجبي **
هذي إمارتنا لله تجتهدُ
يا غارة الله في القوقاز مفخرنا **
شدي على الروس فالأعلام تنعقدُ
وذكريهم بخطاب وشاملنا **
والغامدي وسيف الله إذ يردُ
بكت من أفعالهم موسكو وحجلها **
نار الغطارف في الشيشان والأُسدُ ،(جمع أسد)
والقاصدون إلى الخيرات بعدهم **
فاقوا العزائم فضلا مالها عددُ
لله من قائد فتح الفتوح به **
يفيض من فيضه لا ليس يقتصدُ
أروى الإمارة فاصطفَّت كتائبه **
بين الخميس بوجه الله تأتسدُ
والروس تعرف للآساد قدرهمو **
لذا تراهم من الآساد ترتعدُ
هذي جحاجحنا هذي مصارعنا **
هذي مواردنا للفخر والرشدُ
يا منصل السيف راح الكل واتخذوا **
ولم يبالوا بمن للسيف قد قصدوا
إن الذمار إذا ما بان خاذلها **
كأنها البحر والمستخذل الزبدُ
فلا يفت بعضد الأسد خاذلهم **
فللخذول جحور ما به حسدُ
وللخوالف مثل الظبي يحملها **
كما النساء حماها الخدر والوتدُ
حاشا عذارى بني القوقاز إذ وهبت **
لله أنفسهن الطهر ما تجدُ
يا راحلا لذرى القوقاز في عجل **
إلى الأمير الذي بالله يعتضدُ
وللقشاعم في أجناده ولمن **
بأرضه من ليوث كلها سندُ
بلغ سلامي إليهم كلما سطعت **
شمس الضحى أو بكى في مهده الولدُ
وقل لهم إنني والله أرغبهم **
لولا قيودي لكنت الآن أجتهدُ
يا رب فانصر عبادًا ما لهم مدد **
فأنت سبحانك الجبار والصمدُ