هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 696x600 .
نشأته :
وُلد دوداييڤ يوم فبراير 1944 ، في مدينة بيرفومايسكو Pervomayskoe، بجمهورية الشيشان وإنجوشيا التي كانت تتمتع بالاستقلال الذاتي اسمياً ، ضمن الإتحاد السوفيتي السابق. وبعد 13 سنة قضاها في المنفى ، مع أسرته في جمهورية قزاخستان ، حيث أبعِدوا إليها، مع غيرهم من الوطنيين الشيشان ، بأمر من الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين Joseph Stalin (ما بين 1879 ـ 1953)، عاد دوداييف إلى الشيشان، وتلقى دراسته في مدرسة طامبوف العليا للطيران العسكري Tambov High Military Aviation School، ثم في أكاديمية يوري جاجارين للقوات الجوية Yuriy Gagarin Air Force Academy، التي كانت مخصصة للنخبة العسكرية. وكان متزوجاً من مرأة روسية ، ورُ** منها بنتاً وولديْن.
أوسمته :
منحته الحكومة الروسية 12 وسام شرف و ترقى لرتبة فريق.
لقب العاصي الذي كان معروفاً به :
طلبوا منه وقف حركات الإستقلال في جمهوريات البلطيق ( كان ذلك قبل أن يتسلم رئاسة الشيشان) إلا أنه رفض و كانت روسيا قد أمرته بضرب هذه الحركات علي اساس أنه كان يعمل في القوات الجوية السوفيتية ثم رفض الإنصياع قائلا"لا أحارب قط شعبا يناضل من أجل استقلال بلاده"لم تستحمل روسيا ذلكفقامت بنفيه و قوته العسكرية إلي جروزني في الشيشان لكن روسيا لم تكن تتخيل أبدا أن هذا الجنرال سيقوم بالوقوف ضدها فاستقال من منصبه عام 1991 و قام بقيادة حركات ثورية ضد روسياإلي أن اعلن قيام جمهورية الشيشان المستقلة و أصبح أول رئيسا لها عام 1991.
مرحلة قيادة الثورة الشيشانية :
في اوائل عام 1991 ادرك انه لابد ان تكون هناك نقطة تحول استقال من الخدمة العسكرية السوفيتية وعاد ال الشيشان وانضم إلى حركة المطالبة باستقلال بلاده عن جمهورية روسيا الاتحادية. وانتُخب رئيساً للجنة التنفيذية للمؤتمر القومي الشيشاني العام، في مارس 1991، وساند الحركة الانقلابية التي قادها الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين Boris Yeltsinفي 19 أغسطس 1991، والتي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، ووقف دوداييف ضد السكرتير الأول للح** الشيوعي في الشيشان، واستطاع إقالته.
واعتمد جوهر دوداييف على الصلاحيات التي كفلها له منصبه، على رأس المؤتمر القومي الشيشاني العام، لإقالة حكومة ذوكو زافجاييف Dhuco Zavgaev، آخر حكومة شيوعية في الشيشان، في سبتمبر 1991، وبدعم وتأييد من الكرملين Kremlin، ومن بوريس يلتسين نفسه.
وفي 27 أكتوبر 1991، أصبح دوداييف أول رئيس لجمهورية الشيشان المستقلة، إثر انتخابات رئاسية شارك فيها أكثر من 80 % من الشعب الشيشاني، وأشرف عليها فريق من المراقبين الدوليين، وقد حصل دوداييف، خلالها، على 85 % من أصوات الناخبين.
ومنذ انتخابه رئيساً للشيشان، بادر دوداييف إلى تنظيم شؤون البلاد، فأُجريت أول انتخابات برلمانية في الجمهورية المستقلة، وشُكِلت أول حكومة برئاسته، خلال عام 1992، كما شُكِلت محكمة خاصة تدير شؤون القضاء في الشيشان، ووضع أول دستور للبلاد. كما عمل دوداييف على تحقيق انفصال بلاده عن روسيا الاتحادية، فبادر إلى تصفية الوجود السوفيتي في الشيشان، بجميع أشكاله؛ وأصدر قراراً بالاستيلاء على مستودعات السلاح الروسية الضخمة الموجودة في البلاد، وأمر بمحاصرة الحاميات العسكرية الروسية والتضييق عليها، لحملها على مغادرة الشيشان. وقد تم ذلك بالفعل، خلال الفترة من مايو إلى يوليه 1992.
وأمام اعتراض الكرملين على انفصال الشيشان عن روسيا الاتحادية، وإرساله قوات عسكرية إلى هناك لفرض حالة الطوارئ في البلاد، بدأ دوداييف بتشكيل وحدات الجيش الشيشاني المستقل، وتدريب عناصرها الذين بلغ عددهم 15 ألف مقاتل للدفاع عن استقلال الشيشان وسلامة أراضيه.
مراحل الحرب مع روسيا:
يوم 25/11/1994م هاجم بعض المتمردين الذين دعمتهم موسكو، هاجموا العاصمة غروزني بالدبابات والأسلحة الثقيلة ، إلا أنهم اضطروا للانسحاب بعد يوم واحد.
يوم 29/11/1994م دعا الرئيس يلتسن دوداييف لترك السلاح خلال 48 ساعة وإلا فإنه سيعلن حالة الطوارئ في الشيشان ، كما قامت الطائرات الروسية بقصف غروزني. 30/11/1994م غارات جوية وحشود عسكرية روسية على الحدود الشيشانية وإخلاء غروزني من النساء والأطفال
صوره له مع رؤوساء العشائر الشيشانية
/12/1994
م أعلنت روسيا إغلاق المجال الجوي والحدود الشيشانية ، وقامت الطائرات الروسية بقصف غروزني. دخلت القوات الروسية أراضي الجمهورية في 11/12/1994م، ودارت معارك طاحنة بين الطرفين، وتكبد الجيش الروس خسائر فادحة، أما خسائر الشيشان فكانت في المدنين، وقد لجأ كثير منهم إلى المناطق المجاورة وخاصة أنغوشيا. وفي شهر شباط 1995م بدأ المجاهدون الشيشان إخلاء العاصمة غروزني. وفي نيسان 1995م قرر مجلس الأمن والتعاون الأوروبي إنشاء مفوضية له في الشيشان. كما تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء على أرغون وغودرميس وشالي. 14/6/1995م ، قامت مجموعة من المجاهدين بقيادة شامل باساييف بهجوم على بلدة بودونوفسكي التابعة لمدينة ستافروبول على بعد 70كم من الشيشان حيث احتلوا المستشفى الموجود في البلدة واحتجاز المئات من الرهائن الروس ، وطالب بوقف عمليات القوات الروسية وانسحابها من الشيشان
/7/1995م
وقعت اتفاقية بين الهيئات العسكرية تنص على أن روسيا ستسحب جنودها من الشيشان وأن الشيشانيون سيقومون بتسليم أسلحتهم فيما عدا المستخدمة بهدف الدفاع. 25/8/1995م ، تمكنت الوحدات التابعة لدوداييف من الاستيلاء على إدارة غودرميس ثاني أكبر مدن الجمهورية. 20/12/ 1995م ، استولى الروس على مدينة غودرميس بعد حصارها وقتلوا المئات من المدنيين. 9/1/1996م ، قامت مجموعة " الذئب الوحيد " تحت قيادة سلمان روداييف بالهجوم على كزليار وأسر المئات كرهائنثم .
اغتيال القائد التاريخي جوهر دوداييف :
بعد تدمير غروزني من قبل الجيش الروسي واحتلالها في 21/2/1995م ، قام جهاز العمليات الخاصة الفيدرالية ، ووزارتا الدفاع والداخلية الروسية بزرع أكبر شبكة جمع معلومات في التاريخ الحديث في جمهورية الشيشان ، وكانت المهمة المنوطة بهذه الشبكة رصد أدق التفاصيل لمل يدور ، ومراقبة تحركات القيادة الشيشانية ، وتسجيل مكالماتها ليجري ارسال هذه المعلومات جنبا الى جنب مع سيل المعلومات المتدفق من حكومة (زفجاييف) العميلة والموالية لموسكو في الشيشان ، وقد ساعد تشابك العلاقات الأسرية الشيشانية على سهولة اختراقها واستخدامها كمصدر معلوماتي لا يرقى اليه الشك ، وتم توظيفه ليقضي في النهاية على جوهر دوداييف ، وقد تمكن المجاهد جوهر دوداييف من الأفلات من هذه الشبكة الروسية بفضل حنكته وذكائه ، ولم يقع في أفخاخها الكثيرة والمبثوثة في كل أنحاء الشيشان طوال سنة ونصف السنة ، ونجح في تضليل الروس ومخابراتهم وعملائهم ، اذن ما الجديد في هذه القضية ؟ وكيف تمكنت الأجهزة والمخابرات الروسية من اصطياد جوهر دوداييف ؟ والايقاع به ؟ في الحقيقة ان اغتيال دوداييف تم عبر مؤامرة مشتركة دبرها الرئيس يلتسين بالتواطؤ والتعاون والتنسيق مع الرئيس الأمريكي كلينتون ، وكانت عملية الاغتيال احدى الممارسات الارهابية الكلاسيكية واسمها الحركي (عملية الأنتقام) ، وقد حدثت في الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم 21 نيسان/ 1996م ، وقد استشهد دوداييف في غارة جوية روسية استهدفت المكان الذي كان يتواجد فيه ، حين كان يستخدم هاتفا نقالا يعمل بالأقمار الصناعية ، وكان دوداييف موجودا في قرية (جاخي تشو) جنوب الشيشان ، وعلى بعد ثلاثين كيلو مترا جنوب غروزني. وعند وصوله الى منزل صديقه القاضي العسكري (مجيمدوف جانييف) ، حيث صحبته زوجته (ألفتينا) وممثله بموسكو (خاميد كوربانوف) ، علاوة على مرافقيه وحراسه. وفي الساعة العاشرة والنصف توجه دوداييف بصحبة (خاميد كوربانوف) وحارسه الى الخلاء ليتمكن من ضبط موجة جهازه الهاتفي الفضائي ، وأجرى اتصالا هاتفيا مع (كونستاتين وروف) البرلماني الروسي حول المباحثات المقترحة مع قوات المقاومة الشيشانية ، والقوات الفيدرالية الروسية. وما أن بدأ الحديث حتى تم رصده وتحديد موقعه بوساطة الجهاز المتقدم لرصد المكالمات ، الذي أهداه الرئيس كلينتون للرئيس يلتسين ، والذي يستطيع كشف الخط المراقب خلال دقائق بدلا من الجهاز الروسي القديم الذي يتطلب ساعتين لاكتشاف مكان المكالمة . وهكذا استطاع جهاز كلينتون للرصد أن يحدد مكان دوداييف بسرعة ، وسرعان ما أنطلقت طائرتان هجوميتان من احدى القواعد في اقليم (روستوف) المجاور القيتا قذائفهما على الصيد الثمين ، الذي وقع في الشرك ، وأصابت القذائف دوداييف ومرافقيه اصابات شديدة لم يلبثوا معها الا أن أسلمو أرواحهم . وبعد جريمة الاغتيال المروعة أنكرت روسيا عملها ، أو علاقتها بالعملية ، ولكن صحيفة (نيزا فيسيمايا جازيا) المستقلة ذكرت استنادا لمصدر موثوق بوزارة الدفاع الروسية ، أنه سوف يتم منح أوسمة ، ونياشين ، وعلاوات ، ومكافئات ، للمخططين والمنفذين لعملية الاغتيال ، أما قائدا العملية فسوف يمنحان أرفع وسام روسي (بطل روسيا) حيث يجري تكريمهما في حفل خاص لن تشهده وسائل الاعلام . وهكذا بفقد دوداييف فقد شعب الشيشان المسلم ليس فقط أول رئيس لجمهوريته ، وانما قائد كفاحه ونضاله ، وبطل الاستقلال الأول الذي نجح في شق طريق الشيشان نحو استعادة أرضهم ، وكرامتهم ، ودينهم واستشهد في سبيل ذلك.
صوره قبل استشهاده
هذي صورة له من الجو لما أطلقوا الصاروخ عليه
من اليوتيوب
رحم لله محرر الامه الشيشانيه جــوهـر دوداييــف[center]