مفكرة الاسلام: قتل الضابط الروسي يوري بودانوف، الذي يحمل رتبة عقيد، رميا بأربع رصاصات في الرأس بأسلحة كاتمة للصوت ومن مسافة قريبة في قلب العاصمة موسكو، من قبل ثلاثة أشخاص مجهولين كانوا على متن سيارة ميتسوبيشي لانسر.
واشتهر بودانوف قبل سنوات بكونه أولَ ضابط روسي يُحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب في جمهورية الشيشان بعد اختطافه فتاةً شيشانية في الثامنة عشرة من العمر في العام 2000 واغتصابِها ثم قتلِها خلال الحرب التي شهدتها هذه الجمهورية التي تطالب بالاستقلال عن موسكو.
وأصبحت الجريمة الفظيعة التي ارتكبها بودانوف في عام 2000 بحق الشيشانة الزا كونغاييفا مثالا على الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الروسي في الشيشان، إلا أن المتطرفين الروس اعتبروا بودانوف بطلا قوميا وأفرج عنه من السجن قبل قضاء فترة محكوميته.
وقتل الكولونيل الروسي في كومسومولكسكي بروسبيكت في منتصف النهار أثناء خروجه من مبنى مكاتب، حسب ما أفادت لجنة تحقيق روسية في بيان.
وجاء في البيان أن "مجهولا أطلق عليه النار مرارا. وفارق بودانوف الحياة في موقع الحادث متأثرا بإصابته بجروح من عيارات نارية".
وقال البيان إن المسلح، الذي جاء إلى الموقع في سيارة تحمل لوحة تسجيل أجنبية يقودها مساعد له، أطلق أربع رصاصات على راس بودانوف من مسدس. ولاحقا تم العثور على السيارة محترقة جزئيا.
وترجح السلطات الروسية أن بودانوف قُتِل انتقامًا للجريمة التي ارتكبها في السابق في حق الفتاة الشيشانية إيلزا كونغاييفا والتي حُكم عليه بسببها بالسجن 10 سنوات.
لكن والد الضحية أعلن من النرويج أن لا علاقة له باغتيال بودانوف.
وكان أفرج عن بودانوف من السجن في يناير 2009 بعد قضائه جزءا من حكم السجن بعشر سنوات صدر بحقه بعد إدانته بقتل الشابة الزا كونغاييفا، وهو ما أشعل احتجاجات غاضبة نظمها نشطاء حقوقيون روس.
واعتُقل بودانوف في 2000 وفي يوليو 2003 بعد محاكمة طويلة واجهت انتقادات واسعة، أدين بجريمة الخطف والقتل. وأسقطت عنه تهمة اغتصاب كونغاييفا خلال المحاكمة رغم أن نشطاء حقوقيين يؤكدون أنه توجد أدلة قوية على ارتكابه تلك الجريمة.
وكان الإفراج عن بودانوف في العام 2009م قبل إكماله عقوبة السجن أثار احتجاجات لدى الرأي العام ودفع محامي أسرة الضحية الحقوقي شتانيسلاف ماركيلوف إلى تقديم شكوى ضد قرار الإفراج، لينتهي بدوره مقتولا في ظروف غامضة بعد أسبوع من عزل بودانوف من الجيش الروسي. واعتُقل بعدها شخصان من القوميين الروس المتطرفين أدينا بعقوبة السجن لفترة طويلة، إذ اتهمهم القضاء المحلي باغتيال المحامي ماركيلوف.
وبعد ساعات من اغتيال يوري بودانوف بعد ظهر الجمعة، شوهدت مجموعة من القوميين المتطرفين الروس تحتج في شوارع موسكو على مقتله وهي تحمل رايات ورموزا للجماعات اليمينة المتطرفة.