توقيفات في تركيا يمكن ان تكون على صلة بقتلة KGB من ''مجموعة برلين''
فترة الاصدار: 29 نوفمبر 2012, 23:26
في 22 نوفمبر، أعلنت السلطات التركية توقيف 6 أشخاص في إسطنبول لتورطهم في مقتل لاجئين شيشان في المدينة في سبتمبر 2011م.
في 16 سبتمبر 2011م، قتل ثلاثة من الشيشان في زيتينبورنو، أحد أنشط مقاطعات اسطنبول. القتلى كانوا روستام ألتميروف، وزيوربك أميرييف، وبيرغ-خاز موساييف. وقد قتل الثلاثة وهم خارجون من أحد المساجد. ويشير مقتلهم في القسم القديم من المدينة، الذي يكون دائما نشطا وخصوصا في أيام الجمع حين يتجمع الناس، أن القاتل محترف. اعتبر أن حالة الهلع التي ستصيب الحشود ستسمح له الإختفاء دون أثر، حتى في وضح النهار.
الهجوم نفذ بشكل إحترافي - وتلقى كل ضحية رصاصة في الرأس. ولكن، القاتل استخدم سلاحا غير مألوف للمجرمين - الغورزا (العاصفة) - وهو دمج بين السلاح الرشاش وقاذف القنابل، وهو شائع في اجهزة الإستخبارات الروسية. لذلك، منذ البداية إشتبهت الأجهزة الأمنية الروسية بأن لروسيا يدا في الحادث. وقدمت عدة روايات، من بينها تورط KGB الروسي. رسمي المواطن الروسي ذي 55 عاما، ألكنسدر زاركوف، كمشتبه أساسي في الجريمة، وإنتشرت صورته في الصحافة.
ولكن، السلطات التركية لم تستبعد إمكانية ان يكون الهجوم نفذ من قبل أشخاص تابعين لعميل روسيا في الشيشان، رمضان قاديروف. والأخير كان قد نفى هذه الإدعاءات ووصفها بأنها محاولة لتشويه سمعته في المجتمع التركي. فكل هؤلاء لاقتلى كانوا من الدائرة المقربة من دوكو أبو عثمان، أمير إمارة القوقاز المحتلة، لذلك كان تورط قاديروف جديرا بالتصديق.
بشكل إجمالي، قتل 6 شيشان خلال السنوات الثلاث الماضية. غازي عادل سلطانوف أطلق النار على رأسه في 6 سبتمبر 2008م. وقائد مجاهد شيشاني، إسلام جاني بيكوف، المتهم من قبل روسيا بالتخطيط لأعمال إرهابية، لي قتل في 9 ديسمبر 2008م. ممثل دوكو أبو عثمان علي أوساييف قتل من قبل مجهولين في 2 فبراير2009م. المحققون حددوا ان كل الجرائم ضد المجاهدين الشيشان السابقين كانوا من النوع نفسه من غوروزا. وآخر جرائم قتل الشيشان وقت في 16 سبتمبر 2011م. وأحرزت الشرطة التركية تقدما بسيطا في حل القضايا الثلاثة.
لذلك، كان مفاجأة توقيف المشتبه بهم في اسطنبول يمكن ان يكونوا على صلة بجريمة قتل الشيشان الثلاثة في سبتمبر 2011م. التوقيفات رت بشكل متزامن في اسطنبول وأدابازاري. جميع، المشتبه بهم الستة الذي أوقفوا، ومن بينهم أويس أحمدوف كان قد أوقف بشكل متكرر سابقا. وقد أخلي سبيله هذه المرة أيضا. ووفقا للتقارير الإعلامية، روسلان باباسكيري (زونا) هو المشتبه به الرئيسي من بين الموقوفين. باباسكيري كان في حوزته جواز جورجي مزور عند توقيفه. وصادرت الشرطة سبعة مسدسات عند توقيف المشتبه بهم. ولأن جرائم القتل التي جرت في تركيا مشابهة لأخرى جرت في أوروبا تعاونت السلطات التركية مع أجهزة الأمن الألمانية والفرنسية.
السؤال المهم: من هو روسلان باباسكيري؟ ذلك الإسم، الذي على الجواز المزيف الجورجي، هو زائف، والشخص الذي يستخدمه ربما يكون أهم بكثير من مجرد قاتل للشيشان في تركيا. فهو من الشيشان، ومن المرج أنه هناك كان لديه إسم علي دابوييف. ولأسباب غير واضحة، غادر هو وأخوه موسى دابوييف الشيشان بعد الحرب الأولى مع روسيا في 1996م، وفي 1997 - 1998م إنتقلا إلى جورجيا وأذربيجان. موسى دوباييف اعتقل من قبل السلطات الآذرية في 2005م. إتهم المحققون موسى دوباييف بقتل رجال أعمال شيشان وآذريين بنية أخذ مال غير مشروع منهم، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
علي دابوييف انتقل إلى جورجيا حيث كان لديه صلات سياسية وإجتماعية. وعاش في تبليسي تحت إسم روسلان باباسكيري وأقام تجارة هناك حتى 8 مارس 2010 عندما انفجرت سيارة عندما كان داخلا إلى بيته في شارع فازا باشافيلا. وقد أصيب وتم نقله إلى المستشفى. أجبر التفجير السلطات الجورجية على أن ينظروا إلى أنشطة باباسكيري عن قرب. فغادر جورجيا بسرعة وانتقل إلى تركيا حيث ظهر لاحقا كأحد المشتبه بهم في محاولة إغتيال رئيس المحكمة الشرعية في الشيشان، شمس الدين باتوكاييف. فالقاتل الذي قبض عليه، بهرام باتوماييف، مباشرة أشار إلى باباسكيري المعروف بين اللاجئين الشيشان بإسم زونا. بعد محاولة إغتيال باتوكاييف، نقل الإعلام التركي عن مصادر في وزارة الداخلية أن هناك "مجموعة برلين" من قتلة KGB الروسي تنشط في أنحاء العالم. بعد ذلك أعلنت الشرطة التركية أن باباسكيري هارب من العدالة. وعند توقيفه، كان المحققون متأكدين أن باباسكيري هو من قتل الشيشان الثلاثة في تركيا في سبتمبر 2011م، وهو متنكر واضعا شعرا مستعارا. إثناء توقيفه، وجدت الشرطة ثلاثة مسدسات SIG Sauer ألمانية الصنع عند باباسكيري. الأشخاص الموقوفين الآخرين لم يكونوا مهمين لأغراض التحقيق وأخلوا بكفالة. لا انه تم توقيفهم خصيصا من أجل معرفة مكان روسلان باباسكيري.
بذلك، بعد عام، عند تركيا فرصة لكشف تفاصيل جرائم قتل بارزة في خريف 2011م. وإذا وجد رابط بين باباسكيري والأجهزة الأمنية الروسية، سيكون علامة سوداء كبيرة لموسكو في هذه المنطقة. الإعتقالات في تركيا يمكن ان تؤكد نظرية قتلة "مجموعة برلين" التي تنشط في ألمانيا تحت غطاء من الأجهزة الأمنية الروسية. وذلك، في المقابل، سيكون له تأثير سلبي على العلاقات بين روسيا وتركيا، خصوصا في سياسة الدولتين نحو القوقاز. إضافة إلى هذا، ستجبر أوروبا على إعادة النظر في انشطة أجهز الروسية الخاصة في القارة، الذي يبدو أنها لا تزال تنشط في نمط عدائي من زمن الحرب الباردة في السبعينات والتسعينات.
المصدر: The Jamestown Foundation
